سجاد تركي سجاد ايراني تفصيل سجاد حسب المقاس وحسب الطلب
السجاد
تلك القطع الفنية التي تمتد على مر العصور، هي أكثر من مجرد مفروشات أرضية؛ إنها سجل حي لتاريخ الشعوب وثقافاتها. منذ أن عرف الإنسان فن النسيج، بدأ بصناعة السجاد كوسيلة لتوفير الدفء والحماية من البرودة والرطوبة، لكنه سرعان ما تحول إلى وسيلة للتعبير الفني والثقافي.
في البداية، كان السجاد يصنع يدوياً وباستخدام مواد طبيعية مثل الصوف والقطن والحرير. تطورت هذه الصناعة في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة، ثم انتقلت إلى فارس والهند والصين، حيث بلغت قمة الإبداع والدقة في التصميم والتنفيذ. السجاد الفارسي، على وجه الخصوص، يُعد رمزاً للجمالية والفن الرفيع، ويُصنع غالباً بأنماط معقدة وألوان زاهية مستوحاة من الطبيعة وحكايات الأساطير.
السجاد الشرقي، سواء كان من إيران أو تركيا أو أذربيجان، يحمل في طياته رمزيات ثقافية واجتماعية. غالباً ما تروي تصاميمه قصصاً متوارثة عن الأجيال، مثل قصص الحب والحرب والسلام. الرموز المستخدمة، كالأزهار والنجوم والأشكال الهندسية، تحمل معاني عميقة تُعبر عن الروحانية والعقيدة والتقاليد الاجتماعية.
مع مرور الوقت، أصبح السجاد ليس فقط وسيلة لتزيين المنازل والقصور، بل أيضاً قطعاً فنية تُعرض في المتاحف والمعارض حول العالم. السجاد اليدوي، بصناعته المتقنة وتفاصيله البارعة، يُعد استثماراً قيّماً لما يمتاز به من جمال وجودة تدوم لعقود، بل وحتى قرون.
